أوبرا وينفري: ملكة الإعلام
بقلم يس حجاج أبو عوف
الأسطورة بتقول إنه إذا عندك إرادة للنجاح فأكيد هيكون في طريق بس قد إيه الكلام ده حقيقي فعلًا على أرض الواقع؟ قصتنا النهارده بتحكي عن حد صدق الأسطورة دي بالحرف وسعى في تحقيق حلمه وفي النهاية حقق أكتر من اللي كان بيحلم بيه، وتجاوز كونه مجرد قصة نجاح عادية ممكن تسمعها في أي مكان، عشان يبقى رمز حقيقي ومصدر إلهام لملايين – إذا ماكانش مليارات – من الناس حوالين العالم كله.
أوبرا وينفري مش محتاجة لمقدمة؛ يمكن تعرفوها باعتبارها أكثر امرأة تأثيرًا في العالم وأغنى أمريكية من أصل إفريقي في القرن العشرين أو ببساطة “ملكة الإعلام” زي ما بيقولوا عليها؛ لكن حكايتنا النهارده مش عن أوبرا المديرة الإعلامية الناجحة مذيعة الحوارات التلفزيونية الشهيرة، المنتجة والمالكة والممثلة والكاتبة والناشطة الخيرية! حكايتنا النهارده عن أوبرا اللي بقت كل ده بالرغم من كل العقبات التي واجهتها من أول الطريق.
اتولدت أوبرا في ريف ولاية ميسيسيبي سنة 1954، وكان والداها مراهقين غير متزوجين عشان كده اتربت على إيد جدتها لحد سن ست سنين وبعد كده راحت عاشت مع والدتها التي كانت شغالة خادمة في ولاية ويسكونسن وعلى الرغم من نشأتها الفقيرة جدًا إلا أن أوبرا كانت طالبة متفوقة وكانت معروفة بمهاراتها في الخطابة من وهي صغيرة.
بدأت مسيرة أوبرا في الإعلام سنة 1976 لما أصبحت مذيعة أخبار لقناة تلفزيونية محلية في ناشڤيل، تينيسي. وبعدين اتنقلت لتشارك تقديم الأخبار المسائية في بالتيمور، ماريلاند، وفي الآخر لشيكاغو عشان تقدم برنامج حواري صباحي إسمه “شيكاجو صباحاً” واللي نجح بشكل مبهر، وفي سنة واحدة بس اتغير إسم البرنامج ل “برنامج أوبرا وينفري”.
أصبح “برنامج أوبرا وينفري” بسرعة رهيبة هو البرنامج الأعلى تقييمًا في الحوارات التلفزيونية في أمريكا وزي ما وصفتها مجلة تايم في أغسطس 1998، فأسلوب المقابلات الفريد لأوبرا “فضولها البسيط وحسها الفكاهي العالي وتعاطفها الصادق قبل كل ده” هو اللي برنامج أوبرا بيتسمع في كل بيت. استمر البرنامج 25 سنة من 1986 إلى 2011 وفاز ب 47 جائزة إيمي.
صنعت أوبرا لنفسها إسم كممثلة وكاتبة وظهرت في أكتر من فيلم سينمائي أشهرهم فيلم “The Color Purple” أو “اللون الأرجواني” اللي اترشحت فيه لجائزة أوسكار لأفضل ممثلة مساعدة وكتبت أوبرا كتب كتير منها سيرتها الذاتية The” Life You Want” أو “الحياة التي تريد” وكتابها ” Food، Health، and Happiness” “الطعام والصحة والسعادة”.
قصة نجاح أوبرا مش بس في إنجازاتها المهنية، اشتهرت أوبرا كمان بأعمالها الخيرية وخاصةً في مجال التعليم وتمكين المرأة. افتتحت أوبرا أكاديمية أوبرا وينفري القيادية للبنات في جنوب أفريقيا في سنة 2007، ووفرت فرص تعليمية للبنات اللي ماتقدرش على كده واتبرعت بملايين الدولارات للمنظمات الخيرية زي شبكة “الملاك” اللي بتقدم المساعدة للمحتاجين في جميع أنحاء العالم.
قصة أوبرا، زيها زي قصص كتير من الناجحين، هي دليل قاطع على أن أي شيء ممكن بالإصرار والعمل ونجاحها بيفكرنا إننا نقدر دايماً نحقق أحلامنا مهما كانت خلفيتنا أو العقبات اللي هتواجهنا؛ قدرة أوبرا الفريدة على فهم الآخرين والتعاطف معاهم بإخلاص ساعدتها في بناء جمهور مخلص ليها، أوبرا كمان كانت دايماً مستعدة تدخل وتخوض في مجالات جديدة وتجرب حاجات جديدة وتناقش في برنامجها قضايا مهمة بهدف رفع الوعي وإنها تعمل تغيير بجد وده اللي حولها لأيقونة ورمز للأمل والإلهام للناس في العالم كله، وخلّى أثرها يستمر ويلهم أجيال كتير.